يوميات امرأة
محتويات المقال
يوميات إمرأة ..
هاهي ... هناك
تقف بين المتزاحمين، تصطف في ذاك الصف الطويل ..
تنتظر دورها..
تقتني تذكرة للحصول على ما تقتات ..
الجميع ينظر إليها، بنظرات غريبة و مختلفة
تتراوح ما بين الحسرة و الأسى، ما بين الشفقة و الرحمة، ما بين العطف و الحنان ..
وصلت بعد عناء و طول إنتظار أرهقها ..
إقتنت طبقا لا تزال قطرات المياه عليه .
وضع فيه بعض الطعام بملامح قاسية و نظرات مستفزة و كأنها تفعل شيئا مريعا..
أخذته بين يدان ممزقتان من كثرة التنظيف ..
لا وقت لديها
عليها الإسراع ..
فترة الإستراحة أوشكت على الإنتهاء ..
لكن لا حل لديها، سوى هذا المطعم الجامعي الذي لن يكلفها الكثير سوى بضعة مليمات..
سحبت كرسيها بهدوء، جلست على طرفه ، سحبت وعاء صغيرا من حقيبتها ..
أخذت الملعقة و إنطلقت في تعبئة الطعام داخل الوعاء ..
لم تترك في ذاك الطبق سوى حبات قليلة ..
جمعت قطع الخبز و وضعتها في كيس بعد أن أخذت قطعة صغيرة لتسد جوعها..
لاحظها الجالسين في نفس المكان، نظر لها البعض بإشمئزاز و إحتقار كما غمرها البعض بالعطف و الإحترام ..
إنقطاع شاب عن الأكل و قدم لها ما تبقى من طعامه، كما قدمت لها فتاة قطع الخبز بنظرات تملأها الدموع ..
شكرتهم بشدة ..
غيرتها إبتسامة و كأنها حصلت على العالم
جمعت أدباشها بكل هدوء، و كأنها تخشى إزعاج العالم و تشويش غنائهم ..
خرجت مسرعة على أمل أن لا تتأخر أكثر، و هي سعيدة بتحصلها على وجبة أطفالها الصغار ..
فهم لن يقضوا الليلة يئنون من الجوع كالليلة الماضية ..
هكذا تتكرر كل تفاصيل حياتها يوما بعد يوم ...
اقرأ أيضًا: